إذا اجتنبها لم يكن فاجرًا ولا فاسقًا؟.
فإن قال: نعم. ولابد من نعم، نسب ربه - جل جلاله - إلى
الكذب في قوله، والجهل بما يكون من فعل عبده، وكان ما يلحقه
من الكفر في مقالته أكثر مما أردناه من مناقضته، وكفينا مؤنة الاشتغال
وإن قال: لا يقدر على اجتنابهما، بعد إخبار الله عنه بهما -
قيل له: أوَ خاطبه - مع ذلك - باجتناجهما، أو لم يخاطبه، وترك
سدى؟.
فإن قال: لم يخاطبه. كابر في قوله، وخرج من قول، متبعيه
ومخالفيه، وكافة البشر، ولن يقوله إن شاء الله.
وإن قال: بل خاطبه كما خاطب غيره، رجع إلى ما أنكره
واستخف ما استكبره، واستسهل ما استوعره، واستراح من
محالاته، وعرف ضلال نفسه، وكافة أصحابه، ولن يجد من ذلك
مخلصًا، وعلم أن نسبة الإضلال إلى من لا يقدر على حفظه نفسه غير
مؤثر في قضائه، بشقوته وشقوة غيره، ولا ملحق بربه - سبحانه -
جورًا تصوره هو من عدل لم يحط بمعرفته، ولا جاز أن يكون شريكه
في كنه وصفه "
ومثل هذا المولود الذي قتله الخضر - صلى الله عليه - وإخبار الكفر


الصفحة التالية
Icon