و"الأحد" اسم من أسماء الله تبارك وتعالى.
وفيه - أيضا - حجة على تسمية المخلوقين بأسماء الخالق عز وجل.
* * *
قوله: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (٨)
دليل على سعه اللسان، لأن الحرس جمع، وجعل الشديد في نعته، على لفظ
الواحد، ولم يقل: أشدادً
فأما أن يكون - والله أعلم - على اللفظ، لأن لفظ الحرس
لفظ الواحد، وإن كان جمعًا، وأما أن يكون رُدَّ على الحارس، أي كل
حارس من الحرس شديد.
وكذلك (شُهُبًا) دليل على السعة، لأن الشهب جمع شهاب.
والشهاب النار، لقوله - إخبارًا عن موسى -: (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ).
فأما أن يكون شبه لنا ضوء الكواكب وحرها بالنار، إذ جعله اسمًا لها
وللنار معًا، وأيهما كان فالسعهّ فيه بينة.


الصفحة التالية
Icon