أشد ما يكون من الاختصار، إذ نصب " الرصد " لابد من اختصار ضمير يكون فيه، كأنه - والله أعلم - " فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه
ملائكة يكونون رصدًا له " فينصب على ضمير خبر يكونون، أو يكون
نصبه حالاً، كأنه ملائكة رصدًا له.
وقد يجوز - والله أعلم - أن يكون المراد به أن الله جل جلاله يسلك
من بين يديه ومن خلفه بالرصد من الملائكة، كما تقول: سلك الرجل
الطريق، وسلك به غيره، فيكون نصب الرصد بانتزاع الخافض.
(لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ).
فعلمه بذلك - سبحانه - ليس بمحدث في وقت تبليغ رسالة الرسل، بل علمه قديم أزلي بالأشياء كلها، قبل كونها بتكوينه لها، وهو في هذا على سعه
اللسان، أي يراهم مبلغين للرسالة، سامعين لربهم، مطيعين.