من أنه من حمل الأشكال على الأشكال، وإلحاق الأشباه بالأشباه في
التحليل والتحريم، إنما هو لادِّكار كل امرئ في نفسه، بما يوصل
اللَّه حظه من الخوف، والخشية اللذين ينجو بهما من عذاب الله.
وكذا قوله - في سورة الحشر: (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (٢)
ألا ترى إلى إخباره - في أول السورة - عن إخراج الذين كفروا من
ديارهم، وما ظنوا من منع حصونهم من سطوة ربهم، وعذابه.
وإخراب بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين.
فليت شعري! ما الاعتبار الذي يكون قياسا من المعتبرين، إذا
تدبروا ما فعل الله بالمخرَجين! أكثر من أن لا يعملوا - فيما
خوطبوا - بأعمالهم، فيحق عليهم ما حق على أولئك.
ولو لم يكن من الحجة - - على من أعدَّ الاعتبار قياسًا في هذا - إلا نفس
ما فيه إذا تدبره، لكفى، أليس أشباه الشخصية، والإنسانية،


الصفحة التالية
Icon