إنه سبيل الغائط والبول، يجعلهما الإنسان عبرة يعتبر بها، فيعلم
أنه مدبر مملوك، وأن مالكه الذي أدخل الطعام والشراب في جحر
واحد، وأخرجهما من جحرين مختلفين، مميزًا بينهما، مبقيًا
نفعهما، هو القادر على كل شيء، وهو الرب الذي يفعل ما يشاء.
فيوطن نفسه على طاعته، ويجتنب مساخطه، فإنه في قبضته لا يقدر
على الفرار منه.
وقد يجوز أن يكون على ظاهره، فيكون بل الإنسان بنفسه بصير
فتدخل فيه "الهاء" على التأكيد والمبالغة، كما قالوا: رجل علامة
ونسابة، ويكون (عَلى) بمعنى"الباء" كما بدل العرب حروف
الصفات بعضها من بعض، والله أعلم كيف هو.
* * *
قوله: (وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (١٥).
أي ولو أسبل ستوره عند