مخلوق، واستوى مع من يقول بخلقه، وكفر كفرًا صراحًا لأن اللفظ
لا يكون من لافظين في حال واحدة، ولا الكلام يكون حكاية ومحكيًّا من
واحد في حال واحدة، إذ لابد من عدم أحدهما بوجود الآخر.
فلما كان المتكلم لا يقدر على ابتداء كلام قد سبق إليه، فيكون هو -
أيضًا - مبتدئًا به، كما كان الأول مبتدئًا به، فتلا القرآن الذي
ابتدأ الله بالتكلم به كان الكلام لله وحده، وكان هو الموجود.
وكلام التالي الذي يظن الظان أنه كلامه عدمًا بيقين، إذ لا يجوز أن
يكون كلام الله عدمًا - وهو كلامه - بأداء مخلوق بالله، والآية ليست
بكلام، وقد أيَّس الله الناس جميعًا أن يأتوا بمثل هذا القرآن، فقال: