العرف، مع بيانه ووضوحه، وقلة تشابهه.
* * *
قوله: (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (٢) حجة على الجهمية شديدة خانقة، ألا تراه كيف أخبر
عن تجعيله الأمشاج المبتلى سميعًا بصيرًا، ووصفه - به - بما وصف به نفسه من السمع والبصر، إذ يقول: (وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا).
فسوى بين الصفتين، ولم يخالف بين اللفظين فأخبر
ذلك، لأن الله سميع بسمع وبصر غير مخلوقين، يعرف صفتهما
من نفسه كهيئة ما هما له سبحانه.


الصفحة التالية
Icon