وسمع الله وبصره كائنان أزليتان فيه بلا إحداث محدث، ولا صنع
صانع، حقيقيا غير مجازين، معروفان عند نفسه، معروف حقيقتهما
عنده، معروف عندنا حقيقتهما بغير معنى الإدراك، بل بمعنى
السمع والبصر، مسكوت عن كيفيتهما، كهيئة ما هما عنده سبحانه.
* * *
قوله: (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (٤).
دليل على أن المؤمن وإن دخل النار بعصيانه وجرمه وأحرق في النار بقدر جنايته لم يغل، ولم يجعل في السلاسل حتى يعتقه الله برحمته، ويذر الكافرين في
السلاسل، والأغلال، والسعير الذي يستعر عليهم، كلما نَضَّجَ له
جلدًا استعر على الجلد الذي يبدل له، خالدًا مخلدًا.
* * *
وقوله: (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ).
دليل على أن "الباء" إذا دخلت مقحمة - في الكلمة على سعة اللسان - لم يغير من المعنى شيئًا.


الصفحة التالية
Icon