عليهم من خمر الدنيا في أقداح الزجاج، بأواني الفضة، التي هي في
صفاء الفضة، وبياض المرجان من خمر الجنة، التي (لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (١٩)
أي لا تنزف عقولهم بالسكر، ولا أموالهم التي كانوا يجعلونها - في الدنيا - أثمانًا للأعناب المعصورة، ومنقودة فيها نفسها، وشربه فيما أعان على شربها، ومجعوله في الملك، وأثمان المغنيات، وأجدادهن، وعطاياهن، وعطايا غيرهن ممن يجري مجراهن في ملاذ النفوس، وشهوات القلب.
فصار الداخلون إلى الجنة في أمن من كل ذلك، يغرف الخمر من.
أنهار الجنة الجارية فيها بلا ثمن، والاستمتاع بما يحبرون في رياضها.
بلا حذر، ولا عطية، رغدًا كيف شاءوا، ومتى شاءوا، كما قال -
تبارك وتعالى -: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥).