وهو الكافور، ولكنه - والله أعلم - ذكر الكافور لطيبه، لا لمرارته.
إذ ليس في الجنة مرارة تكدر شيئًا من أطعمتها، وأشربتها.
ذكر الله هذه الكأس في أول السورة للأبرار يشربونها هكذا ممزوجة
لهم بالكافور، جزاء على وفائهم بالنذر، وخوفهم يومًا كان شره
مستطيرًا.
* * *
قوله: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (١٩).
يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون وصفهم بصفاء الألوان.
ورطوبة الأبدان، وذهاب الأدناس، كما يوصف اللؤلؤ الرطب
المكنون عن الغبار وغيره، ليبقى صفاؤه، ولا يذهب ماؤه
فيكون الولدان - في حسبان الناظر إليهم - أبدًا كذلك.
والوجه الآخر: أن يكون وصفهم بالنفاسة، وغلاء الأثمان لو كانوا
في الدنيا، كما يغلوا النفيس فيكثر ثمنه، ويعز أشباهه.
* * *
وقوله: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ).
حجة على المعتزلة