فمن رواه بالنون: أراد أنه بعد أن كان على حال جميلة، صار إلى
حال مكروهة أي رجع.
ومن رواه بالراء أراد: من النقصان بعد الزيادة، كأنه ينتقص أمره من
المحبوب إلى المكروه، كما ينتقص شد العمامة، إذا حل كورها.
ووعثاء السفر مشقته، وما يصيب الإنسان فيه من النصب والتعب.
وكآبة المنقلب ما يكتئب الإنسان منه، أي يغتم من مصيبة، أو
فاجعة، إذ المسافر لا يأمن أن يقدم على مصيبته قد حدثت على
أهله، أو ولده، أو ماله، وكذلك مخلفوه لا يأمنون من غم، أو
مصيبة تلحق غائبهم، فتعوذ النبي، صلى الله عليه وسلم، من الحالين معًا.
* * *
قوله: (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ (٢١)
يؤيد قول عمران ابن الحصين - رحمه الله -: " إن القرآن سجود كله "
أي متى قرأه،