فلا وجه له إلا أن يجعل المحفوظ في معنى المكتوب أي هو قرآن
مجيد مكتوب في لوح، لأن اللوح مخلوق تقع عليه حفظ الحراسة.
والقرآن لا يقع عليه حفظ الحراسة، إنما يقع عليه الإيعاء والكتابة.
وذلك أنه كلام الله غير مخلوق، صفة من صفات ذاته، ومحال أن
يحفظ نفسه، أو يحفظ صفته، أو يحفظه غيره، لأن هذا كفر، وإنما
يوقع الحفظ على القرآن من يجعله مخلوقًا، ومن جعله مخلوقًا فقد كفر.
وهذا شيء يغرب على أهل هذا الزمان، ويدق على أفهامهم، وهو
عند النحارير جلي واضح، وكذلك قوله -
سبحانه، في سورة الحجر -: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩)، فالذكر هو القرآن، و " الهاء " في (لَهُ) ليست
براجعة على الذكر، إنما هي راجعة على محمد - ﷺ -