سورة الطارق
قوله تعالى: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥)
عظة للإنسان، وتنبيه له على معرفة خلقه، وضعف تركيبه وعلى ما يزيل به
دواعي الكبر والنخوة عن نفسه، فلا ينازع فيها خالقه الذي لا يشاركه
في الكبرياء والعظمة، ولا يستطيل به على المخلوقين، إذ من يكون
هذا بدء خلقه، ثم يصير آخره إلى البلى والرفات، إلى أن يجدد اللَّه خلقه بالنشور يوم يحيي العظام النخرة، والأجسام البالية جدير بأن لا
يفارقه الذل والاستكانة في جميع الأحوال، ولا يتعرض بسخط من هو
قادر على رده في صلب أبيه قبل الآخرة، ثم الجنة والنار، وأنواع
الأهوال من ورائه.
* * *
قوله: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (١٥) وَأَكِيدُ كَيْدًا (١٦).
رد على الجهمية في نفي الصفات بالكلية، وقد أخبر الله - سبحانه - عن نفسه بأنه يكيد بلفظ " الكيد " الذي أخبر به عن الكائدين، وهم ينكرونه، يردون نص القرآن، نعوذ باللَّه من صفاقه الوجه، وقلة الدين.