الثقات ما يؤيده من عرض مقاعد أهل القبور عليهم - إيَّاها -
بكرة وعشية، فقد يحتمل أن يكون هذا العرض بقية من المساءلة تمتد
عليه، وطائفة من عذاب القبر تطول عليه بكرة واحدة وعشية واحدة.
ثم يخمد فلا يشعر إلى الحشر بشيء، كما دللنا عليه.
فإن قيل: وكيف يكون ذلك وفي الموتى من يموت عشية يوم قد
مضت بكرته، أو يموت ليلاً قد مضت البكرة والعشية معًا؟.
قيل: نفس هذا دليل على أنه لا يؤخذ في العرض عليه من فور
دفنه، فإذا عرض عليه غدوة يوم، وعشية الثاني فقد ارتفعت غدوة
وعشية، واستغرق الاحتمال، وزال التعارض. فإن قيل: أفليس
قد رُوي: " أنه تُعرض عليهم مقاعدهم غدوة وعشية، ما دامت الدنيا ".


الصفحة التالية
Icon