قال: سألت عبد الله بن المبارك، عن قوله: (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (٦) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ)
قال: لا يقرون بها. قلت: عمن.
قال: عن سعيد، عن قتادة.
فلا أدري ما وجه قوله: أن يؤتون - في اللغة -: هو يقرون
والإقرار غير الإعطاء، وقد يجوز أن يكون تأول قوله: (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)
فقال: من كان كافرًا بالآخرة لم يقر بالزكاة.
وقد أخبر الله عن أهل الكتاب - الذين أمر بأخذ الجزية منهم - أنهم
لا يؤمنون باليوم الآخر، فقال: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ)، وهم يقرون بالزكاة، ويخرجونها - من أموالهم - عن كل ألف درهم درهمًا، وعن كل ألف دينار دينارًا.
كما كان في شريعة موسى - صلى الله عليه - ويتصدقون على أهل


الصفحة التالية
Icon