الغائب بمشاهدة الحاضر، فألزموه خصومهم، وظنوا أنهم بذلك منزهوه
عما لا يليق به - عندهم - وهكذا فعل القائسون بالنازلة الملحقة بنظيرها.
بل زادوا عليهم - في التحكم - درجة، لأن أولئك ألزموا لحوق الأشياء
بعضها ببعض، ولم يدعوه على الله - جل وتعالى - أنه أمرهم بذلك.
ولا أراده منهم، والقائسون يزعمون: أن الله - جل وتعالى - لما حظر
شيئَا بعينه حظره لعلة فيه، وقد أراد أن تكون كل ما فيه تلك العلة، تجري
مجراه في الحظر، فوافقوا القوم في إلحاق العلل بعضها ببعض، وزادوا
عليهم أنهم ادعوا على اللَّه شيئين:
أحدهما: تحريمه الشيء لعلة، والآخر: إرادته في إجراء الشبه مجراه، فلا أرى جرمهم