فرض عليه، لأن فضل غيره في الخلق، والصورة الحسنة، وثراء
المال، وعلو المرتبة في السلطان، والجاه، والصحة، وعافية البدن
عليه، لأنها أحكام هو أعلم بها منهم، وإذا كان أعلم بأحكامه.
وليس لأحد منازعته - فيها - ولا اشتراك في علومها، فهو أعلم
بعدله، لا ينازع فيه، ولا يشارك في علمه، ولا يؤخذ كيفيته من
عدل الخليقة، بعضهم على بعض.
وقوله. (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ)
، لا متعلق للجهلة فيه، إنما هو - والله أعلم - ولو أنزلناه بلغة العجم لما فهمته العرب، ولقالوا: كيف يأتينا رسول عربي
بقرآن لا نفهمه، وهو عربي اللسان، يكلمنا به بلسان العجم؟!.
* * *
قوله: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى)
الآية حجة في أشياء:
فمنها: أن الهدى في القرآن، من التمسها في غيره، أو في غير ما أمر به ضل.


الصفحة التالية
Icon