صار الكتاب في أيدي من بعدهم شكوا فيه، وتدرعوا في
الاختلاف، فأخبر الله أن اختلافهم من القضاء السابق عليهم.
فأي شيء يلتمس بعد هذا البيان - ويحهم - لو أنصفوا، فما بينهم
وبين الوصول إلى فهمه إلا تدرع لباس الجهل، بمعرفة عدله، وقد تخلصوا.
مخاطبة الجهال:
وقوله - تعالى -: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ)، " اللام " بمعنى " إلى " والله أعلم.
* * *
وقوله: (وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ)
فائدة لمن أراد السلامة في مخاطبة الجهال، فخاطبهم بحق يسلم فيه من دخول
الفساد على دينه، لأن الله جل ثناؤه أَمر رسوله، صلى الله عليه
وسلم، بهذا القول لهم - وهو أعلم - ليكون إيمان رسوله - ﷺ - بكتاب أنزل على نبيهم أبلغ - عندهم - في
تصديقهم لأنفسهم في إجابته إلى ما يدعوهم


الصفحة التالية
Icon