وغيره من النحويين: هو اسم أعجمي معرب استدلوا على ذلك بامتناع صرفه، وذهب قوم إلى أنه عربي مشتق من (الإبلاس).
وأنشدوا للعجاج.
يا صاح هلْ تعرفُ رسماً مكرسًا
قال: نعم أعرفهُ وأبلسا
وقال رؤبة:
وحضرتْ يومَ الخميسِ الأخماس
وفي الوجوهِ صفرةٌ وإبلاس
أي: اكتئابٍ وكسوفٍ، وزعموا أنَّه لم ينصرف استثقالاً له، لأنَّه اسم لا نظير له من أسماء العرب، فشبهته العرب بأسماء العجم التي لا تنصرف.
وزعموا أنَّ (إسحاق) الذي لا ينصرف من أسحقه الله إسحاقاً، وأنَّ (أيوب) من آب يؤوب، وأن (إدريس) من الدرس في أشباه لذلك، وغلطوا في ذلك؛ لأنَّ هذه ألفاظ معبرة وافقت ألفاظ العربية (٧)، وكان أبو بكر بن السراج (٨) يمثل ذلك على جهة التبعيد لمن يقول: إن الطير ولد الحوت، وغلطوا أيضاً في أنه لا نظير له في أسماء العرب،