من الزناد ضياء.
وأما الإنجيل، فهو: إفْعيلٌ، من النجلِ. واختلف في معناه، فقال علي بن عيسى النجلُ: الأصل؛ لأن الإنجيل أصل من أصول العلم.
قال غيره: النجلُ الفرع ومنه قيل للولد نجل، فكأن الإنجيل فرع على التوارة يستخرج منها.
وعندى أنه من النجل، وهو السعة. يقال: عين نجلاء، أي: واسعة، وطعنة نجلاء.
ومنه قول الشعر:
قد أطعن الطعنة النجلاء عن عرض وأكتم السر فيه ضربة العنق.
فكأنه قد وسع عليهم في الإنجيل ما ضيق فيه على أهل التوارة. وكل محتمل.
* * *
قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: ٧].
المحكم: مأخوذ من قولك: أحكمت الشيء إذا ثقفته وأتقنته، وأم الكتاب: أصل للكتاب، والمتشابه: الذي يشبه بعضه بعضاً فيغمض، والزيغ: الميل، والابتغاء: التطلب، والفتنة: أصلها الاختبار، ومنه قولهم: فتنت الذهب بالنار، أي: اختبرته، وقيل: معنها خلصته، والتأويل: المرجع. يقال: آل الأمر إلى كذا،


الصفحة التالية
Icon