مستحلاً لذلك؛ لأن المستحل لما حرم الله تعالى كافر؛ لأنه أحل ما حرم الله، فالخلود إذا إنما هو من هذه الطريقة.
والعرب تتمدح بإنجاز الوعد وخلف الوعيد، ويروى عن أبي عمرو أنه سمع عمرو بن عبيد ينكر هذا فعابه عليه، وأنشد:
وإني وإن أوعدته ووعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
وجاء في الحديث "من وعدَه اللهُ على عمل ثواباً فهو منجز له ومن أوعده على عملٍ عقاباً فهو بالخيار إن شاء عذب وإن شاء غفر له".
* * *
قوله تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [النساء: ٩٥].
قرأ نافه وابن عامر والكسائي ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع، وقرئ في غير السبعة ﴿غَيْرُ﴾ بالجر فوجه النصب: أنه حال، وإن شئت كان استثناء.
وأما الرفع: فعلى أنه نعت لقوله: ﴿الْقَاعِدُونَ﴾.
وأما الجر: فعلى أنه نعت للمؤمنين.


الصفحة التالية
Icon