ومستنة كأسنان الخرو ف قد قطع الحبل بالمرود
أي: وفيه المرود، يعنى هذه صفته.
* * *
قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [المائدة: ٦٩].
يسأل عن قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ ثم قول: ﴿مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ﴾ ؟
وفيه جوابان:
أحدهما: أن المعنى آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم، وهم المنافقون، وهذا قول الزجاج.
والثاني: أن المعنى من دام على الإيمان والإخلاص، ولم يرتد عن الإسلام.
ويسأل عن قوله: ﴿َالصَّابِئُونَ﴾ ؟ وفيه أجوبة:
أحدها: أنه ارتفع لضعف عمل ﴿إِنَّ﴾، وهذا قول الكسائي، وقال أيضا يجوز أنه ارتفع؛ لأنه معطوف على المضمر في ﴿هَادُواْ﴾، كأنه قال: هادوا هم والصابئون.
وفي هذا بعد؛ لأن الصابئي وهو الخارج عن كل دين عليه أمة عظيمة من الناس إلى ما عليه فرقة قليلة لا يشارك اليهودي في اليهودية، ومع ذلك فالعطف على المضمر المرفوع من غير توكيد قبيح، وإنما يأتي في ضرورة الشعر كما قال عمر بن أبي ربيعة:
قلت إذ أقبلت وزهر تهادى كنعاج الملا تعسفن رملا
والثاني: أنه عطف على (ما) لا يتبين معه فيه الإعراب مع ضعف (إن)، وهذا قول الفراء.


الصفحة التالية
Icon