قوله تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ [الأعراف: ١٤٢]
واعدَ: فاعل من الوعد، وموسى: اسم أعجم لا ينصرف للتعريف والعجمة.
قال السدي: أصله (موشا) فـ: (مو) : الماء، و (شا) : الشجر، قال: وذلك أن جواري امرأة فرعون وجدنه بين ماء وشجر، فسمى باسم المكان الذي وجد فيه.
وقال غيره: معناه من الماء رفعتك.
وجمع (موسى) (موسَون) في الرفع و (موسين) في الجر والنصب، تحذف الألف لالتقاء الساكنين، وتترك الفتحة تدل عليها، هذا مذهب البصريين، وقال الكوفيون:
بقال في جمعه (موسون) مثل قولك قاضون.
فأما موسى الحديد فيقال في جمعه: (مواسٍ)، قال الشاعر:
عذبوني بعذاب قلعوا جوهر راسي
ثم زادوني عذاباً نزعوا عني طساس
بالمدى قطع لحمي وبأطراف المواسي.
وهي مؤنثة، قال الشاعر:
فإن تكن الموسى جرت فوق بظرها فما ختنت إلا ومصان قاعد.
واختلف في اشتقاقها:
فقال البصريون: هي (مُفْعَل) من أحد شيئين إما من أوسيت الشعر إذا حلقته، أو من أسوت الشيء إذا أصلحته، فعلى القول الأول تكون الواو أصلية، والألف في آخره منقلبة عن ياء، وعلى القول الثاني تكون الواو منقلبة عن همزة، والألف منقلبة عن واو.