من عاصم) إلا أن (من) حذفت، وضمن الكلام معناها، فبني الأسم، وخبر (لا) (اليوم)، والعامل في (اليوم) الخبر المحذوف، كأنه في التقدسر: لا عاصم كائن اليوم، ولا يجوز أن يعمل (عاصم) في (اليوم) لأنه يصير في صلته، ويبقى بلا خبر.
* * *
قوله تعالى: ﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾ [هود: ٤٦]
يسأل عن قوله: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ﴾ ؟
وفيه جوابان:
أحدهما: أنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك، وكان ابنه لصلبه، عن ابن عباس وسعيد بن جبيروالضحاك، واحتجوا بقوله: ﴿وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ﴾ [هود: ٤٢].
وقدره بعضهم: ليس من أهل دينك.
والثاني: أنه لم يكن ابنه لصلبه، ولكن كان ابن امراته، وروى عن الحسن ومجاهد أنهما قالا: كان لغير رشدةٍ.
وقال أصحاب المعارف اسمه (يام).
وقرأ الكسائي ﴿إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾، جعله فعلاً ماضياً، وقرأ الباقون ﴿إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَلِحٍ﴾، وفي هذه القراءة وجهان:
أحدهما: أن يكون المعنى: أنه ذو عمل غير صالح: ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.