إلا أن حمزة وعاصماً يهمزان همزتين، وقرأ ابن عامر على الخبر في الأول والاستفهام في الثاني، وعنه في ذلك خلاف.
ومما يسألعنه أن يقال: ما العامل في ﴿إِذَا﴾ ؟
والجواب أن العامل محذوف تقديره: أإذا كنا تراباً نبعث، ودل عليه ﴿لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾. فإن قيل: فهل يجوز أن يعمل فيه ﴿لخَلْقٍ﴾ أو ﴿لجَدِيدٍ﴾ ؟
قيل: لا يجوز ذلك؛ لأن اللام لا يعمل ما بعدها فيما قبلها.
فإن قيل: فهل يجوز أن يعمل فيها ﴿كُنَّا﴾ ؟
قيل: لا يجوز؛ لأنها مضافة إليه، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف.
* * *
قوله تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ [الرعد: ١١].
المُعَقَّبَاتُ: المتناوبات، وقيل المعقبات هاهنا ملائكة الليل ملائكة تعقب ملائكة النهار، وهو قول الحسن وقتادة ومجاهد، وروي عن ابن عباس: أنها الولاة والأمراء، وقال الحسن: هي أربعةٌ من الملائكة يحتمعون عند صلاة الفجر، وصلاة العصر.
ويسأل عن قوله: ﴿مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ ؟
وفيه جوابان:
قال الحسن: يحفظونه بأمر الله، وهو قول قتادة أيضاً.
وقال ابن عباس: الملائكة من أمر الله.
وقال مجاهد وإبراهيم: يحفظونه من أمر الله من الجن والهوام.