قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ [الرعد: ١٥].
الطاعة والطوع: الانقياد. والكَرَه والكُرْه والكراهة بمعنى. والظلال جمع ظل وهو ستر الشخص ما بإزائه.
والغُدو والغداه وغدوة بمعنى. والآصال جمع أصر والأصل جمع أصيل وهو العشي، وقد يقال في جمعه أصائل. قال أبو ذؤيب:
لعمري لأنت البيت أكرم أهله وأقعد في أفيائه بالأصائل
ويسأل عن معنى قوله: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا﴾ [الرعد: ١٥] ؟
والجواب: أن الحسن وقتادة وعبد الرحمن بن زيد قالوا: المؤمن يسجد طوعا والكافر يسجد كرها، والمعنى على هذا أن السجود واجب لله تعالى، فالمؤمن يفعله طوعاً والكافر يؤخذ بالسجود كرها، أي: هذا الحكم في وجوب السجود لله.
وقيل: المؤمن يسجد طوعا والكافر في حكم الساجد كرها لما فيه من الحاجة والذلة التي تدعو إلى الخضوع لله تعالى.
وأما سجود الظلال فبما فيها من أثر الصنعة، وقيل: إن الكافر إذا سجد لغير الله سجد ظله لله تعالى.
* * *
قوله تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ﴾ [الرعد: ٣٥].