وهذا كله على قراءة حمزة والكسائي، فأما الباقون فإنهم نونوا ﴿ثَلَاثَ مِائَةٍ﴾.
وفي نصب ﴿سِنِينَ﴾ قولان:
أحدهما: أنه بدل من ثلاثمائة.
والثاني: أنه تمييز، كما تقول: عندي عشرة أرطال زيتا، قال الربيع بن ضبع الفزاري:
إذا عاش الفتى مئتين عاما فقد ذهب المسرة والفتاء
وزعم بعضهم: أنه على التقديم والتأخير، تقديره: ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة وازدادوا تسع سنين.
* * *
قوله تعالى: ﴿لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي﴾ [الكهف: ٣٨]
الأصل: لكن أنا هو الله ربي، فألقيت حركة الهمزة على النون فصار: (لكننا) فأسكنت النون الأولى كراهة لاجتماع المثلين، ثم أدغمت في الثانية فصار: لكنا هو الله ربي؛ ويجوز فيها خمسة أوجه:
أحدها: لكن هو الله ربي؛ لأن ألف (أنا) محذوف في الوصل، قال الشاعر:
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني لكن إياك لا أقلي
والثاني: لكنا هو الله ربي، وهذان الوجهان قرئ بهما.