وقيل: هو هارون أخو موسى، نسبت إليه، لأنها من ولده، كما يقال: يا أخا بني فلان، وهو قول السدي.
وقيل: كان رجلاً فاسقا معلنا بالفسق فنسبت إليه.
قال الكلبي: هارون أخوها من أبيها.
ومعنى: ﴿فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ﴾ [مريم: ٢٦] قالت كلموه.

فصل:


ومما يسأل عنته أن يقال: لم قال: ﴿بَغْيًا﴾ وهو صفة مؤنث؟
والجواب: أن ما كان على (فعول) فوصف به النمؤنث كان بعير (هاء)، نحو/ امرأة شكور وصبور، إذا كان بمعنى (فاعل)، فإن كان بمعنى (مفعول) ثبتت فيه (الهاء) نحو: حلوبة وقتوبة.
والأصل في (بَغْيًا) : بغوي، فاجتمعت الواو والياء وسبقت الأولى بالسكون فوجب القلب والإدغام، وكسرت الغين لتصبح الياء ساكنة.

فصل:


ويسأل عن قوله تعالى: ﴿كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا﴾ [مريم: ٢٩]، بم نصب ﴿صَبِيًّا﴾ ؟
والجواب: أ، هـ منصوب على الحال، و ﴿كَانَ﴾ بمعنى الحدوث، وهي العاملة في الحال، ومثل كان هاهنا قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ﴾ [البقرة: ٢٨٠] أي: حضر ووقع.
ومثله قول الربيع:
إذا كان الشتاء فأدفئوني فإن الشيخ يهدمه الشتاء


الصفحة التالية
Icon