والثاني: أن المعنى ومن آياته آية يريكم، ثم حذف لدلالة (من) عليها، قال الشاعر:
وما الدهر إلا تارتان فمنهما أموت، أخرى أبتغي العيش أكدح
يريد: فمنهما تارة أموت فيها وأخرى أبتغي العيش فيها، فخذف لدلالة (من) على المعنى.
والثالث: أنه على التقديم والتأخير، والمعنى: ويريكم البرق من آياته، فهذا على غير حذف.
* * *
قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ [الروم: ٢٧].
يقال ما معنى: ﴿وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾، وهل يهون عليه شيء دون شيء؟
وفي هذا ثلاثة أجوبة:
أحدها: أن المعنى: وهو أهون عليه عندكم، ثم حذف، وهذا قول المفسرين.
والثاني: أن (هون) بمعنى (هين).
كما قال:
لعمرك ما أدري وإني لأوجل على أينا تعدو المنية أول
وقال آخر:
تمنى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد
أي: بواحد، وهذا قول أهل اللغة.