والفساد: ضد الصلاح، وقيل الفساد هاهنا: المعاصي، وقيل: هو على الحذف، والتقدير: ظهر الفساد في البر والبحر.
قال الفراء: أجدب البر، وانقطعت مادة البحر بذنوبهم، كان ذلك ليذاقوا الشدة في العاجل.
* * *
قوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ﴾ [الروم: ٥١].
قال الخليل: الفعل الماضي هاهنا في موضع المستقبل، والمعنى: ليظلن.
ومما يسأل عنه أن يقال: أين جواب الشرط في قوله: ﴿وَلَئِنْ﴾ ؟
والجواب: أغنى عنه بجواب القسم وكان أحق بالحكم لتقدمه على الشرط، ولو تقدم الشرط لكان الجواب له، كقولك: عن أرسلنا ريحاً لظلوا والله يكفرون.
وهذه (اللام) يسميها البصريون لام التوطئة، ويسميها الكوفيون لام إنذار القسم.
ويسأل عن (الهاء) في قوله: ﴿فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا﴾ ؟
وفيها ثلاثة أجوبة:
أحدها: أنها تعود على السحاب، والمعنى ولئن رأوا السحاب مصفراً؛ لأنه إذا كان كذلك لم يكن فيه مطر.
والثاني: أنها تعود على الزرع؛ لأنه قوله: ﴿إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ﴾ [الروم: ٥٠]


الصفحة التالية
Icon