الأزد: لا نتخلف عن عمرو بن عامر، فباعوا أموالهم وخرجوا معه، فساروا حتى نزلوا بلاد (عك)، فحاربهم عك، فكانت حربهم سجالاً ففي ذلك يقول عباس بن مرداس:
وعك بن عدنان الذين تلعبوا بغسان حتى طردوا كل مطرد.
وغسان: ماء بسد مأرب، كان شربا لولد مازن من بني الأزد بن الغوث، فسموا به، ويقال: غسان: ماء بالمشلل قريب من الجحفة، قال حسان بن ثابت:
إما سألت فإنا معشر نجب الأزد نسبتنا والماء غسان
قال: ثم ارتحلوا وتفرقوا في البلاد فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام، ونزلت الأوس والخزرج يثرب، ونزلت خزاعة بطن مر، ونزلت أزد السراة السراة، ونزلت أزد عمان عمان، ثم أرسل الله على السد السيل فهلك به، ففيه أنزل الله على رسوله محمد - ﷺ - ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾ [سبأ: ١٥].
قال: ويقال: من ولد عمر بن عامر (ربيعة بن نضر بن أبي حارثة بن عمرو) ومن ولد ربيعة (النعمان بن المنذر)، فيما يقال، وقالت العرب: (تفرقوا أيدي سبأ)، فأجري هذا مثلاً، وأنشد الفراء:
عيناً ترى الناس إليها نسبا من صادر ووارد أيدي سبأ
* * *
قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [سبأ: ٢٠].