قال الفراء: أجمع القراء على إسكان (صاد) إلا الحسن فإنه جرها بلا تنوين لاجتماع الساكنين شبهه بقولهم: خاز باز، وتركته في حيص بيص، وأنشد:
لم يلتحصني حيص بيص لحاصي
قال و ﴿ص﴾ في معنى: وجب والله، نزل والله، حق والله، فهي جواب لقوله: ﴿وَالْقُرْآنِ﴾ كما يقول: نزل والله.
قال ابن عباس: هو اسم من أسماء الله تعالى، وقال السدي: هو من حروف المعجم، وقال الضحاك معناه: صدق الله، وقال قتادة: هو اسم من أسماء القرآن.
واختلف في كسر ﴿ص﴾ فقال الفراء: هو لالتقاء الساكنين، وقال غيره: هو أمر من المصاداة، كأنه قال: صاد القرآن، أي: عارضة بعملك وقابله، وهذا قول الحسن.
وقرأ بعضهم ﴿ص﴾ بالفتح اسماً للسورة، ولم يصرفه للتعريف والتأنيث، ويجوز أن يكون موضع (صاد) في هذا الوجه نصباً، كأنه قال: اتل صاد، ولو رفع لجاز على تقدير: هذه صاد، فأما من أسكن فيجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير: اتل، وعلى تقدير حذف حرف القسم في مذهب من جعلها قسماً، ويجوز أن يكون في موضع رفع على تقدير: هذه ص، في مذهب من جعلها اسما للسورة.
الصافنات. وقرئ ﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ﴾ أي: المتخيرة.
والجياد: جمع جواد، وياؤها منقلبه عن واو، وأصلها (جواد).