والجواب: أن المعنى: بحساب يقال: حسبت الشيء حسباً وحسباناً، بمنزلة: الشكران والكفران، وقيل: هو جمع حساب، كشهاب وشهبان، قال ابن عباس وقتادة وابن زيد: بحسبان، أي بحساب ومنازل يجريان فيهما.
وفي تقدير الخبر وجهام:
أحدهما: أن يكون ﴿بِحُسْبَانٍ﴾ الخبر.
والثاني: أن يكون الخبر محذوفاً لدلالة المجرور عليه، والتقدير: والشمس والقمر يجريان بحسبان، والتقدير في الوجه الأول: وجرى الشمس والقمر بحسبان، والمعنيان يتقاربان، إلا أنك تقدر في الوجه الأول حذف مضاف وحذف الخبر، وتقدير على الوجه الثاني حذف الخبر فقط، وحذف شيء واحد أولى من حذف شيئين.
* * *
قوله تعالى: ﴿وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ﴾ [الرحمن: ٦].
النجم من النبات: ما لم يقم على ساق، نحو: العشب والبقل، والشجر: ما قام على ساق.
ويسأل عن معنى ﴿يَسْجُدَانِ﴾ ؟
وفيه جوابان:
أحدهما: أن ظلهما يسجد لله بكرة وعشياً، هذا قول جاهد وسعيد بن جبير، وكل جسم له ظل فهو يقتضي الخضوع بما فيه من الصنعة.
والثاني: وهو قول الفراء: أنهما يستقبلان الشمس إذا أشرقت ثم يميلان حين ينكسر الفيء، فذلك سجودهما.
وقيل: سجودها: الخضوع لله بالأقوات المجعولة فيهما للناس وغيرهم من الحيوان،