الخشب: جمع خشبة، مثل: بدن وبدنة، والخشب: جمع خشبة أيضاً، مثل: شجرة وشجر، وقيل: خشب جمع خشاب، وخشاب جمع خشبة كما يقال: ثمرة وثمار، فعلى هذا يكون (خشب) جمع الجمع، وكذلك (ثمر) من قوله تعالى: ﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ﴾ [الكهف: ٤٢]، فخشبة وخشب بمنزلة شجرة وشجر، وخشب وخشاب بمنزله جبل وجبال، وخشاب بمنزلة كتاب وكتب.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو الكسائي "خُشْبٌ" بإسكان الشين، وقرأ الباقون ﴿خُشُبٌ﴾ بالضم، وخُشْبٌ مخففة من خُشُبُ كما يقال: رسلٌ في رُسُلٍ وكتْبٌ وكُتُبٍ.
* * *
قوله تعالى: ﴿يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [المنافقون: ٨].
جاء في التفسير: أن النبي - ﷺ - كان في غزوة من غزواته، فالتقى رجل من المسلمين يقال له (جعال) وأخر من المنافقين على الكاء فازدحما عليه فلطمه (جعال) وأبصره (عبد الله بن أبي) فغضب، وقال: ما أدخلنا هؤلاء القوم ديارنا إلا لتلطم ما لهم قاتلهم الله، يعني جعالاٍ وقومه، ثم قال: إنكم لو منعتم أصحاب هذا الرجل القوت، يعني: النبي - ﷺ - لتفرقوا وانفضوا، فانزل الله تعالى: ﴿هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ﴾ [المنافقون: ٧]، ثم قال عبد الله بن أبي: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منهت الأذل، وسمعها (زيد بن أرقم) فأخبر النبي - ﷺ - فأنزل الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ﴾ [المنافقون: ٨]
نصب ﴿الْأَذَلَّ﴾ ؛ لأنه مفعول و ﴿الْأَعَزُّ﴾ فاعل، وأجاز الفراء: (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) على أن (لَيُخْرِجَنَّ) غير متعد؛ لأنه من خرج يخرج، قال: كأنك قلت: ليخرجن العزيز منها ذليلاً، وفي هذا بعد، لأن ﴿الْأَذَلَّ﴾ معرفة، ولا يجوز أن تكون الحال معرفة، إلا أنه ربما قدرت الألف واللام كأنهما زائدتان، وفد حكى سيبويه:


الصفحة التالية
Icon