قال ابن سيرين وعبد الرحمن بن زيد: اغسلها بالماء، وقيل: لا تلبسها على معصية، وقيل: قصرها ولا تطلها، فإن ذلك يكون سبباً لطهارتها، وقيل: ﴿ثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾، أي: لا تغدر فتدنس ثيابك، فإن الغادر دنس الثياب، وقيل: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ يقول وعملك فأصلح، وهذه الأقوال الثلاثة عن الفراء، وقيل: المعنى: قلبك فطهر، وكنى بالثياب عن القلب واستشهدوا بقول امرئ القيس:
وإن تك قد ساءتك مني خليقة فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
أي: قلبي من قلبك.
* * *
قوله تعالى: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ [المدثر: ٦].
قال الفراء: المعنى: لا تعط في الدنيا شيئاً ليصب أكثر منه.
ورفع ﴿تَسْتَكْثِرُ﴾ ؛ لأنه في موضع الحال، والمعنى: لا تمنن مستكثراً.
وقرأ عبد الله بن مسعود: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾، فهذا شاهد على الرفع؛ لأن (أن) إذاحذفت رفع الفعل، ومنه قول طرفة:
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغي وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
* * *
قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (١٦) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (١٧) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾ [المدثر: ١٦-٢٠].
﴿كَلَّا﴾ زجر وردع، والمعنى: ليرتدع ولينزجر عن هذا، كما أن (صه) بمعنى: اسكت، و (مه) بمعنى: أكفف، وكأنه قيل: لينزجر فإن الأمر ليس على ما توهم.


الصفحة التالية
Icon