القسم ومعها النون، إلا أن بعضهم أجاز حذفها كما حذفت (اللام) وتركت النون، قال الشاعر:
وثتيل مرة أثارن فإنه فرغ وإن أخاكم لم يثأر
يريد: لا ثارن، فحذف اللام.
والقول على قوله: ﴿لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ﴾ [البلد: ١] كالقول على ﴿لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾.
* * *
قوله تعالى: ﴿بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ [القيامة: ٤].
يسأل عن نصب ﴿قَادِرِينَ﴾ ؟
والجواب: أنه نصب على الحال، والعامل فيه أحد شيئين:
إما نجمعها قادرين، وإما على تقدير: بلى نقدر قادرين، إلا أنه لم يظهر (نقدر) استغناءً عنه بـ: ﴿قَادِرِينَ﴾، وهو كقولك: قاعداً وقد سار الركب، أي: تقعد وقد ساروا.
* * *
قوله تعالى: ﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾ [القيامة: ١٤].
يسأل عن (الهاء) في ﴿بَصِيرَةٌ﴾ ؟
وفيها ثلاثة أجوبة:
أحدها: أن المعنى: بل الإنسان على نفسه عين بصيرة.
والثاني: أن المعنى: بل الإنسان على نفسه حجة بصيرة، أي: بينة.
والثالث: أنها للمبالغة، كما نقول: رجل علامة ونسابة.


الصفحة التالية
Icon