واضعاً يده على ضربه في رأسه ممسكاً عليها بيده، فإذا أخرت يده عنها تتعب دماً وإذا أرسلت يده ردها عليها، فامسك دمها، في يده خاتم فيه مكتوب (ربي الله) فكتب إلى عمر - رضي الله عنه - في ذلك، فكتب: أن أقروه على حاله، وردوا عليه الدفن الذي كان، ففعلوا.
والوقود: بالفتح: الحطب، وبالضم: المصدر.
قال الفراء: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ﴾ جواب القسم، كما كان جواب: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ [الشمس: ١]، ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ [الشمس: ٩].
و ﴿النَّارِ﴾ جر على البدل من الأخدود، قال بعض الكوفيين: الألف واللام تعاقب الإضافة والمعنى: قتل أصحاب الأخدود ناره، وهو على تقدير مذهب البصريين: النار منه، وقال أبو عبيده: النار جر على الجوار، كما قالوا: جحر ضب خرب.
* * *
قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ﴾ [البروج: ١٤-١٥].
قرأ حمزة والكسائي ﴿الْمَجِيدِ﴾ جراً، ورفع الباقون.
فمن جر فعلى النعت للعرش، وأضاف المجد إلى العرش؛ لأنه يدل على مجد صاحبه.
ومن رفع جعله مردوداً إلى قوله: ﴿ذُو﴾.
قوله تعالى: هل ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (١٧) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ﴾ [البروج: ١٧-١٨].
قيل المعنى: قد أتاك حديثهم، والمعنى: تذكر حديثهم تذكر معتبر، فإنك تنتفع به، وهذا من الإيجاز الحسن، والتفخيم الذي لا يقوم مقامه التصريح لما يذهب الوهم في أمرهم كل مذهب.