وذكر صاحب ( الحجة في القراءات السبع ) في هذه الآية ثلاث قراءات: الأولى بتحقيق الهمزتين، والثانية بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية، أما الثالثة فبطرح الهمزة الأولى وتحقيق الثانية(١). والملاحظ أن القراءتين الأولى والثانية تعودان إلى معنى واحد، وهو الاستفهام، إلا أن الهمزة الثانية حُقِّقت في القراءة الأولى، ولُيّنت في القراءة الثانية. أما القراءة الثالثة -بحذف همزة الاستفهام- فتحتمل ما ذُكر آنفاً من الإخبار والاستفهام، وإن كان ابن خالويه لم يذكر في هذه القراءة إلا معنى الخبر.
هذا، وقد ذهبت الترجمات الفرنسية إلى معنى الاستفهام مباشرة، فترجم الأستاذ مازيغ الآية بـ:
Serons-nous، lui dirent-ils récompensés، si nous sortons vainqueurs de cette épreuve؟ (٢)
وترجمها الشيخ بوبكر بـ:
Aurons-nous une récompense certaine si nous sommes vainqueurs ؟ demandèrent-ils. (٣)
مع إضافته لمعنى التوكيد. كما ترجمها محمد حميد الله بـ:
Y aura-t-il vraiment un salaire pour nous si nous avons le dessus؟ (٤)
ولعل في (vraiment) اقتراباً من معنى التوسم الذي ذكره الطاهر بن عاشور، أو التوكيد المفهوم من ( إنّ ) واللام. وهكذا فعلت ماسون أيضاً فترجمت الآية بـ:
Obtiendrons-nous، vraiment، une récompense، si nous sommes vainqueurs؟ (٥)
وإذا أخذنا بعين التقدير أن المترجمين قد مالوا إلى ترجيح معنى الاستفهام دون الإخبار في قراءة من حذف همزة الاستفهام، وهو ما ذهب إليه بعض القدماء كأبي علي الفارسي(٦)،

(١) الحجة في القراءات السبع ص٨٨.
(٢) Le Coran، Sadok Mazigh. P ٣١١.
(٣) Le Coran، Cheikh رضي الله عنoubakeur Hamza. P ١/١٩٨.
(٤) Le Saint-Coran، p ١٦٤.
(٥) ﷺ ssai d’interprétation du Coran Inimitable، p ٢١١.
(٦) الحجة للقراء السبعة ٤/٦٥.


الصفحة التالية
Icon