تقوم المظاهر الصوتية في اللسانيات الحديثة بدور وظيفي لتحديد دلالات الكلمات وغيرها. ويمكن رصد بعض وظائفها فيما يلي:
١-... الوظيفة الانفعالية: وهي أكثر الوظائف وضوحاً، إذ تعمل طريقة الأداء إلى جانب بعض السمات شبه اللسانية مثل الإشارات الجسمية (Kinesics) على تحديد جميع أنواع التعبيرات الانفعالية، مثل الفرح والحزن والرضا والغضب.
٢-... الوظيفة النحوية: تتمثل في قيام طريقة الأداء والنبر والوقف بدور هام في تحديد التباينات النحوية والصرفية، مثل: تحديد الاستفهام والإخبار والتعجب والإنكار، وتحديد دلالات الكلمات، سواء بالنسبة إلى المعنى الدلالي أو المعنى الصرفي.
٣-... الوظيفة المبينة للسمات الشخصية: يقصد بها ما تقوم به السمات فوق التركيبية لمساعدتنا على التعرف على شخصية المتكلم من جهة السن والجنس والموطن والطبقة الاجتماعية وغير ذلك(١).
وسنوضح فيما يلي بعضاً من هذه الوظائف التي تؤديها بعض المظاهر الصوتية التي سنعالجها في هذه المباحث.
ولا نعني بالمظاهر الصوتية هنا مايتعلق بالصوت المفرد وما قد يحمله من دلالات إيحائية خلال التركيب، وهو من الأمور المعروفة التي درسها القدماء والمحدثون، وإنما نعني بها تلك الأداءات التي تصاحب الكلام، فتفرز نوعاً من الدلالة التي لا يمكن أن تؤدَّى بدونها، ومن أخطرها طريقة الأداء التي تقوم في الكلام بوظيفة الترقيم في الكتابة، غير أن طريقة الأداء أوضح من الترقيم في الدلالة على المعنى الوظيفي للجملة، وربما كان ذلك لأن ما تستعمله طريقة الأداء من هيئات أكثر مما يستعمله الترقيم من علامات، كالنقطة، والفاصلة، والشرطة، وعلامة الاستفهام(٢)، مما يعني عدم استطاعة الكتابة وقصورها أمام اللغة المنطوقة وتمثيلها أحسن تمثيل.

(١) معجم اللسانيات الحديثة: ص/١٣٥.
(٢) انظر: اللغة العربية معناها ومبناها: ص ٢٢٦-٢٢٧.


الصفحة التالية
Icon