يريد: أراها لا تزال ظالمة، فقدَّم الجحد عن موضعه من «تزال».
وكما قال الآخر:
إذا أعجَبتْك الدهرَ حالٌ من امرئٍ | فَدَعْه وواكِلْ حاله واللّياليا |
يَجِئْن على ما كان مِن صالح به | وإن كان فيما لا يرى الناسُ آلِيا(١) |
ورجّح ابن كثير الرأي الثاني، وعَدَّه اللائق بالسياق، مستدلاً عليه بقوله تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ٹژ ؛ وهكذا ژٹژ توكيد لنفي ذلك، أي: إنها مرفوعة بغير عمد كما ترونها، وهذا المعنى - عند ابن كثير دائماً - هو الأكمل في القدرة(٣).
وبهذا المعنى فإن من ذهب إلى القول الأول جعل ژ ٹژ في موضع خفض على النعت لـ ژ ٹ ژ، فالعمد موجودة ولكن لا تُرى، ومن ذهب إلى القول الثاني جعل ژ ٹژ في موضع نصب على الحال من السموات، ولا عمد هناك على الإطلاق، وأجاز بعضهم أن يكون ژ ٹژ كلاماً مستأنفاً؛ فلا عمد هناك أيضاً(٤)، ومن اختار هذا الوجه وقف على ژ ٹژ لأنه التمام، ومن لم يختره وصل الكلام. وهكذا فإن الوقف يكون قرينة على هذا المعنى، وهو كون السموات مرفوعة بغير عمد، وأنتم ترونها كذلك. ويكون عدم الوقف دالاً على أحد أمرين:
- على وجود العمد ولكنها غير مرئية، على تقدير ژ ٹژ صفة لـ ژ ٹژ.
(١) البيتان وردا بلا نسبة في معاني القرآن للفراء ٢/٥٧. ونسبهما إميل بديع في «معجم شواهد اللغة العربية» ٨/٣٥٣ لأفنون التغلبي.
(٢) جامع البيان ١٣/٩٣-٩٤، وانظر: ومعاني القرآن للفراء ٢/٥٧.
(٣) انظر: تفسير القرآن العظيم ٢/٥٠٠.
(٤) انظر: الجامع لأحكام القرآن ١٤/٥٨، والتبيان في إعراب القرآن ٢/٧٠.
(٢) جامع البيان ١٣/٩٣-٩٤، وانظر: ومعاني القرآن للفراء ٢/٥٧.
(٣) انظر: تفسير القرآن العظيم ٢/٥٠٠.
(٤) انظر: الجامع لأحكام القرآن ١٤/٥٨، والتبيان في إعراب القرآن ٢/٧٠.