فمعنى الجملة الأولى هو عكس معنى الجملة الثانية في كلتا اللغتين: العربية والإنجليزية(١)؛ لاختلاف طريقتي الأداء.
ومن أمثلة هذا النوع في القرآن الكريم تأدية بعض آياته بطريقة الاستفهام أو بطريقة النفي، فلا تترجح حينئذ دلالة الأداة وحدها، إلا بما يصاحبها من طريقة في الأداء، وذلك كالذي نجده من دلالة ( ما ) في قوله تعالى: ژک ک ک ک گ گژ [المسد: ٢]، إذ يذكر النحاة أن ( ما ) الأولى تحتمل أن تكون استفهاماً، والتقدير: أيّ إغناء أغناه عنه ماله؟ وأن تكون نفياً، والتقدير: لم يُغْن عنه ماله(٢)، وذلك أنها قد تُؤدَّى بطريقتين مختلفتين، فيستفاد من إحداهما الاستفهام، ومن الأخرى النفي، وإن كان الاستفهام هنا قد خرج إلى معنى النفي أيضاً، ولكن هناك فرق أسلوبي دقيق بين النفي الصريح والنفي المستفاد من الاستفهام. وقد ترجمت هذه الآية في الترجمات قيد الدراسة بـ:
Point ne lui servira sa fortune et tout ce qu’il a acquis.(٣)
عند الأستاذ الصادق مازيغ، وبـ:
Sa fortune et ce qu’il a acquis ne lui serviront à rien.(٤)
عند الشيخ بوبكر حمزة، وبـ:
Sa Fortune ne le met pas du tout à l’abri، ni ce qu’il s’acquiert.(٥)
عند محمد حميد الله.
كما تُرجمت إلى الإنكليزية بـ:
His wealth and his children (etc.) will not benefit him!(٦)

(١) تطوير دراسة اللغة العربية من خلال مقابلتها باللغات الأخرى ص ١٦٣.
(٢) انظر: التبيان في إعراب القرآن ٢/٥١٥. ومغني اللبيب ١/٤١٤.
(٣) Le Coran، Sadok Mazigh. P ١١٦٥.
(٤) Le Coran، Cheikh رضي الله عنoubakeur Hamza. P ٢/٧٠٩.
(٥) Le Saint-Coran، p ٦٠٣.
(٦) Interpretation of the Meanings of the Noble Qur’ân، p. ٩٧٢.


الصفحة التالية
Icon