الأولى الولىّ لأنه لا يقوم غيره مقامه لما فيه من الإشعار بالخصوصية الزائدة والقرب المعنوى والمكانة والإعتناء بمصلحة المؤمن فإن الولىّ يطلق لغة وشرعاً على القريب وخلاف الأجنبى ومن للولى به وصلة وقرابة أو نظر أو وصاية أو نحو ذلك ولفظ الناصر أو المعين أو المتولى مثلاً لا يفيد ذلك لأن كلاً مما ذكر قد يكون غريباً أجنبياً فأفاد بلفظ الولى أنه من يراعى مصلحة عبيده كما يراعى الولى مصلحة محاجيره
والثانية لفظ الطاغوت فإنها لا يقوم غيرها مقامها فى الذم والقبح والبشاعة كما لا يخفى وانجررنا من هنا إلى أمر آخر وهو أنه ورد عن سعيد بن جبير أن الطاغوت بلسان الحبشة فيكون من المعرّب وقد قرّر من فوائد وقوع المعرب فى القرآن أن يكون دالاً على معنى لا يوجد فى الألفاظ العربية ما يؤدى معناه إلا بلفظ أطول منه كما بينّاه فى الإتقان وذلك تقرير لكون هذه اللفظة فريدة
( وفيها ) الاتساع (١٨) وهو أن يؤتى بكلمة متسع فيها
( وفيها ) التأويل فإن الولىّ يحتمل أن يكون بمعنى الناصر أو بمعنى المجير أو بمعنى المتولى لأمورهم
( وفيها ) استعمال اللفظ فى حقيقته ومجازه معا فى أربعة مواضع
فإن آمنوا صادق بمن صدر منه الإيمان حقيقة
وبمن أراد أن يؤمن
ومجاز لمن كان فى الكفر ثم آمن
ولمن لم يكفر اصلاً (١٩)
والإخراج حقيقة فى الأوّل مجاز فى الثانى (٢٠) وكذا جملة كفروا
( وفيها ) الإبداع وهو استعمال لفظ لم يسبق المتكلم إليه وذلك هنا فى ستة مواضع
اثنان حقيقيان وهما الإيمان والكفر فإنهما من الأسماء الشرعية
وأربعة مجازية وهما الظلمات والنور فى الموضعين فإن استعمالهما فى الكفر والإيمان شرعىّ ايضاً