والثانى وهو هم راجع إلى الطاغوت وضمير هم راجع إلى الذين كفروا وهو على غير ترتيبه
( ثم ظهر لى ) أن قوله أولئك أصحاب النار هم فبها خالدون عائد للذين كفروا والطاغوت معا لا إلى الذين كفروا فقط بدليل ﴿ إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون ﴾ فعلى هذا وقع فى الإشارة وضمير هم لف بعد النشر وهو نوع من اللف والنشر المجمل أشار إليه الزمخشرى فى بعض الآيات
فهذا ما ظهر لى فى الآية من أنواع البلاغة وكلها مما استخرجته بفكرى وبالتنزيل على قواعد علوم البلاغة ولم أر أحداً تعرّض إلى شيء من ذلك فى الآية الا الموضع الذى نقلته عن أبى حيان فى الترديد والذى نقلته عن الزمخشرى فى الطاغوت والا الطباق فإن أبا حيان ذكره
( ثم فى الآية ) مما يتعلق بعلم المعانى الإتيان بالجملة الإسمية فى أربع جمل لدلالتها على الثبوت والإستقرار فى ولاية الله وولاية الطاغوت واستحقاق النار والخلود وبالفعلية فى أربع جمل لأن الإيمان والكفر والإخراج مما يحدث ويتجدّد وفيه الإتيان فى المسند إليه أولاً بالعملية لإحضاره فى ذهن السامع
أولاً باسمه الخاص به للتبرك بذكره الكريم
وثانياً بالموصولية لإشتمال الصلة على معنى مناسب للترتيب عليه
وثالثاً بالإشارة للتقدم
ورابعاً بالضمير لأن المقام للغيبة
( وفى الآية ) من علم أصول الدين
إثبات التوحيد به وحده ونفى كل ما يعبد من دونه
( وفيها ) أنه لا واسطة بين المؤمن والكافر ولا بين الضلال والهدى خلافاً للمعتزلة فيهما
( وفيها ) إثبات خلق الأفعال له فى يخرجهم خلافاً للمعتزلة
( وفيها ) إثبات الكسب لهم فى آمنوا وكفروا و يخرجونهم خلافاً للجبرية
( وفيها ) أن الكفار مخلدون فى النار وأن المؤمنون لا يخلدون فيها خلافاً لمن خالف فى ذلك
( وفيها ) من علم أصول الفقه
جواز استعمال اللفظ فى حقيقته ومجازه كما تقدم تقريره خلافاً لمن منعه


الصفحة التالية
Icon