وكأن الشيوخ وجدوا صعوبة من بعض طلابهم في تطبيق الإمالة الصغرى فخافوا أن لا تتقن وتطبق بدقة أو تلتبس بالإمالة الكبرى لذا اختاروا وجه الفتح وهو الأسهل.
كما يقول أستاذنا الشيخ الأستاذ الدكتور / علي العوض عبد الله (١)
( وقد صعبت إمالة بين بين على ألسنة السودانيين في هذه الألفاظ لذلك اختاروا الفتح وغلبت ألسنتهم على ذلك ولا زال العمل على هذا الفتح منذ نظم هذه الأرجوزة (٢) وإلى زماننا هذا إلا ما ندر منهم ) (٣)
ومما ينبغي أن يعلم أن كلاً من الفتح والإمالة الصغرى ثابتان بطريق الوحي المعصوم ومتوافراً فيهما الأركان الثلاثة للقراءة الصحيحة وهي : ـ
١. صحة السند.
٢. موافقة اللغة العربية ولو بوجه.
٣. موافقة الرسم العثماني ولو احتمالا.
قال الإمام ابن الجزري :
فكل ما وافق وجه نحوى... *****... وكان للرسم احتمالا يحوى
وصح إسناداً فهو القرآن... *****... فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل شرط أثبت... *****... شذوذه لو أنه في السبعة (٤)
والخلاف بين الفتح والإمالة الصغرى من الخلاف في الأصول الذي لا يتغير المعنى به في الغالب فالمعنى هو هو سواء قرئ بالفتح أو بالإمالة الصغرى فلم تخرج الكلمة عن معناها الواحد.
(٢) يعني أرجوزة سلم المريد في علم التجويد للشيخ حمد بن محمد بن المدلول الغبشاوي.
(٣) الشيخ الأستاذ الدكتور علي العوض عبد الله، علوم القرآن في السودان ما بين القرن العاشر والثالث عشر الهجري صفحة ١٧٨. رسالة دكتوراة.
(٤) أنظر أبا القاسم النويري : شرح طيبة النشر في القراءات العشر ١/٦٠-٦١ دار الصحابة للتراث.