ما نضطر لإيراده من تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾النور/٣١ بقول بعضهم: إن جسد المرأة كله زينة، والزينة هنا حتما ليست المكياج والحلي وما شابه ذلك، وإنما هي جسد المرأة كله، ثم يقسم الجسد إلى قسمين: قسم ظاهر بالخلق، وهو ما أظهره الله تعالى في خلقها كالرأس والبطن والظهر والرجلين واليدين، وقسم غير ظاهر بالخلق، وهو ما أخفاه الله في بنية المرأة وتصميمها، وهو الجيوب المرادة بالآية الكريمة، فالجيوب في المرأة ـ على زعمه ـ لها طبقتان أو طبقتان مع خرق، وهي ما بين الثديين، وتحت الثديين وتحت الإبطين والفرج والإليتين، وهذه كلها جيوب، فهذه الجيوب يجب على المرأة المؤمنة أن تغطيها، ولذا قال: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾!!
ثم يقول: إن السبب في ذلك النهي ﴿ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ ﴾ هو لكي لا يعلم ما يخفين من زينتهن ـ وهنا الكلام عن الزينة المخفية وهو الجيوب ـ لأنها لا يمكن أن تعلم إلا إذا أرادت المرأة ذلك، فهذا يعني أن الله منع المرأة المؤمنة من العمل والسعي (الضرب) بشكل يظهر جيوبها أو بعضها، كأن تعمل عارضة (ستربتيز) أو تقوم برقصات تظهر فيها الجيوب أو بعضها ولكنه لم يحرم الرقص بشكل مطلق بل حرم عليها إظهار الجيوب أو بعضها بشكل إرادي وهذا لا يحصل إلا من أجل كسب المال أو على شواطئ البحار (١).
فانظر كيف نسف ما استقر عليه إجماع المسلمين على مدى أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان؟ منذ فسرته أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها حين قالت: (يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ شققن مروطهن فاختمرن بها) (٢).
(٢) أخرجه البخاري برقم ٤٧٥٨ في كتاب التفسير ١٠/٥١٠.