وبعد الوصول ـ بحمد الله تعالى وتوفيقه ـ إلى إكمال هذا البحث، أذكر هنا ما توصل إليه من نتائج، وذلك على شكل نقاط محددة على النحو الآتي:
[١] يعدّ ما صحّ من التفسير بالمأثور، من أحسن طرق التفسير التي ينبغي أن يسلكها المفسر في الكشف عن مراد الله تعالى.
[٢] ترجع قيمة التفسير بالمأثور إلى قيمة مصادره الأصلية، وتظهر مدى أهميته من مدى أهميتها.
[٣] تفسير القرآن بالسنة لا يتوقف على توضيح المفردات، بل يدخل في ذلك توضيح المجمل وتقييد المطلق وتخصيص العام، وبذلك تخرج كثيرا من الصيغ القرآنية عن ظاهر مفهومها في أصل اللغة.
[٤] ليس التفسير بالمأثور محض نقل، بل للعقل دخل فيه.
[٥] الدعوة إلى الالتزام بالمأثور لا تعني الجمود عليه، وإنما تعني أنه قاعدة الانطلاق إلى وجوه التفسير، والانتهال من معين القرآن الذي لا ينضب.
[٦] والدعوة إليه ـ أيضا ـ لا تعني اعتماده على كل حال، وإنما اعتمادا قائما على النظر والتأمل والتمحيص والنقد.
[٧] إن كثيرا من الانحرافات التفسيرية الخطيرة، إنما وقعت لجنوح أصحابها عن التفسير بالمأثور، وعدم التقيد بضوابط التفسير وقواعده المقررة.
[٨] إن التكامل المعرفي بين التفسير بالمأثور ومستجدات العلوم يتحقق فيما يتسع له اللفظ العربي الذي نزل به القرآن الكريم، وأمثلة ذلك كثيرة متنوعة.
[٩] هناك فرق بين الجديد والتجديد، وإذا كانت فكرة الجديد مرفوضة لأنها بدعة، فإن التجديد مطلوب، وعلى هذا سارت الأمة عبر القرون.
التوصيات:
وأذكر هنا بعض التوصيات في نقاط محددة كما يأتي:
[١] أن يكون هناك مجمع عالمي لأهل التفسير، على غرار المجامع الفقهية واللغوية.
[٢] أن تنبثق من خلال ذلك المجمع لجان متخصصة في تتبع وجمع ما يصدر من آراء جديدة في التفسير.
[٣] أن تشكل لجان علمية من كبار علماء التفسير في العالم الإسلامي، تكون مهمتها دراسة تلك الآراء ونقدها نقدا علميا هادفا.
أهم مراجع البحث
بعد القرآن الكريم.