وقد كُتب العديد من الكتب في هذا الموضوع يتبنى رأياً واحداً هو القول بأن النطق الصحيح للضاد هو كما يقرأه القراء المصريون الآن كالشيخ الحصري، ومحمد رفعت رحمهم الله جميعاً، وكما يقرأ أئمة الحرمين في هذا الزمن، وتفند هذه المؤلفات الرأي الآخر في نطق الضاد، بل وتسفهه تسفيهاً شديداً وتلمز القائلين به بأعيانهم والله المستعان ومن تلك المؤلفات كتاب : إعلام السادة النجباء أنه لا تشابه بين الضاد والظاء دراسة تجويدية، لغوية، تاريخية، أصولية. للدكتور أشرف محمد فؤاد طلعت. و الظائيون الجدد، ردود على شبهات لخالد بن مأمون آل محسوبي. وقد قرأت هاتين الرسالتين مراراً وأكثر ما فيها سب وشتم للمخالف، ونقل لما يوافق القول الذي ذهب إليه المؤلف، وربما نقل ما يخالف قوله ثم استدل به للرأي الذي يذهب إليه كاستدلاله بقول ابن يعيش مثلاً في شرح المفصل !! وإلى عهد قريب كانت المصادر التي يمكن الاعتماد عليها في تتبع حرف صوت الضاد لا تزال مخطوطة، ثم حقق عدد كبير من كتب التجويد المتقدمة على يد الدكتور البصير غانم قدوري الحمد.... فانكشفت للباحثين الكثير من النصوص التي توضح رحلة صوت الضاد الحقيقية عبر الأجيال حتى وقتنا القريب. ويمكن إجمال الحديث حول هذا الأمر في مسائل : الأولى: أن الأصل في القراءة الاتباع، فهي سنة متبعة يأخذها اللاحق عن السابق، لقول النبي ﷺ :(اقرءوا كما عُلِّمتُم). الثانية: أن أقدم وصف مكتوب للضاد وصل إلينا هو وصف إمام النحاة سيبويه رحمة الله عليه في كتابه العظيم (الكتاب)، وكل من جاء بعده ينقل عنه. ويمكن تلخيص ما ذكره سيبويه عن الضاد في النقاط التالية: ١- مخرج الضاد، ذكر سيبويه أنها تخرج (من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس).[الكتاب ٤/٤٣٣].