وأما حرف الظاء: وهو حرف لثوى مخرجه من رءوس الأسنان العليا مجانس مخرج الذال يمد ويقصر؛ويذكر ويؤنث ؛ جمعه على التذكير أظواء وعلى التأنيث ظاءات وهو اسم للعدد التسعمائة من حساب الجمل وله أنواع: ١-الظاء الكافية : وهى التي تقتصر عليها من ذكر الظلام ٢-الظاء المدغمة : نحو كظَّ الطعام بطنه إذا ملأه حتى لا يطيق النفس والكظة شئ يعتري من الامتلاء ٣-ظاء العجز والضرورة : فبعض الناس ينطق بها في صورة الذال ٤-الظاء اسم موضع ٥-الظاء الأصل : نحو ظلم؛ نظر؛ لمظ ٦-الظاء المبدلة نحو وقيظ ووقيذ ٧-الظاء اللغوي قال الخليل: الظاء عندهم العجوز المثنية ثديها قال الشاعر: (نكحت من حيى عجوزا هرمه** ظاء الثدي كالحسنى هذرمه) وفى سر صناعة الإعراب: أنها لا توجد في كلام النبط وإذا وقعت فيه قلبوها طاء يقولون : ناطور وإنما هو ناظور فاعول من نظر ينظر ثانيا: مسيس الحاجة إلى إتقان الفصل بين هذين الحرفين: يقول الإمام أبو عمرو الداني في كتابه التحديد ( فإن مما يكمل به لطالب القرآن تجويد التلاوة؛ ويحصل لهم به اسم الدراية معرفة الفرق بين الضاد والظاء في كتاب الله عز وجل واستعمال اللغة ومتى لم يعرف القارئ الفرق بينهما في لفظه صار لاحنا مبدلا للتلاوة ومغيرا لمعنى كلام الله عز وجل لاختلاف ما بينهما ويقول الأصمعي : تتبعت لغات العرب كلها فلم أجد فيها أشكل من الفرق بين الضاد والظاء ) اهـ ويقول صاحب العين ( إتقان الفصل بينهما واجب ) اهـ وأخيرا يقول الزمخشرى( وإتقان الفصل بين الضاد والظاء واجب ومعرفة مخرجهما لابد منه للقارئ فإن أكثر العجم لا يفرقون بين الحرفين..) اهـ.
﴿أَبْيَاتُ عَلَمُ الدَّينِ السَّخَاوِيِّ في الضَّادِ وَشَرْحُهَا﴾
وقبل الشرح لأبيات القصيدة لا بد من ترجمة مفصلة لعلم الدين السَّخَاوِيُّ، وهذه القصيدة مطلعها يقول فيه الناظم :
(( يَا مَنْ يَرومُ تلاوةََ القرآنِ * و يرودُ شَأْوَ أئمةَ الإتقانِ ))