فمنهم من يجعله ظاء مطلقاً، لأنه يشارك الظاء في صفاتها كلها، ويزيد عليها بالاستطالة، فلولا الاستطالة واختلاف المخرجين لكانت ظاء، وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق. وهذا لا يجوز في كلام الله تعالى، لمخالفة المعنى الذي أراد الله تعالى، إذ لو قلنا ) الضَّالِّينَ)(البقرة: من الآية١٩٨) بالظاء كان معناه الدائمين، وهذا خلاف مراد الله تعالى، وهو مبطل للصلاة، لأن (الضلال) هو ضد (الهدى)، كقوله: ) ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ)(الاسراء: من الآية٦٧)، )ْ وَلا الضَّالِّينَ)(الفاتحة: من الآية٧) ونحوه، وبالظاء هو الدوام كقوله: ) ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً)(النحل: من الآية٥٨) وشبهه، فمثال الذي يجعل الضاد ظاء في هذا وشبهه كالذي يبدل السين صاداً في نحو قوله: ) وَأَسَرُّوا النَّجْوَى)(طه: من الآية٦٢) وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا)(نوح: من الآية٧) فالأول من السر، والثاني من الإصرار. وقد حكى ابن جني في كتاب التنبيه وغيره أن من العرب من يجعل الضاد ظاء مطلقاً في جميع كلامهم. وهذا غريب، وفيه توسع للعامة. ومنهم من لا يوصلها إلى مخرجها بل يخرجها دونه ممزوجة بالطاء المهملة، لا يقدرون على غير ذلك، وهم أكثر المصريين وبعض أهل المغرب. ومنهم من يخرجها لاماً مفخمة، وهم الزيالع ومن ضاهاهم. واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص على إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم. ) اهـ ومدينة زيلع تقع جنوب مدينة جيبوتي بجمهورية الصومال قرب باب المندب وهما يطلان على خليج عدن وجنوب غرب اليمن وهم عبارة عن جيل من السودان في طرف أرض الحبشة وقد أشار بعض الباحثين لمشكلة التداخل اللغوي في تعليم العربية لغير الناطقين بها ومنهم الصوماليون إلى ما يؤكد ملاحظة ابن الجزري في نطق الزيالع للضاد لاما وتغيير مخرجها وصفتها بقوله ( فالناطق بلغة الأوردو لا يجعل الضاد دالا بل زايا....