قلتُ: المرادُ بالأول تفضيلُهم على القاعدين بعذر، لأن لهم أجراً لكونهم من الغزاة بالهمَّة والقصد، ولهذا قال " وكُلَّاَ وَعَدَ اللَّهُ الحُسْنَى " أي الجنَّة.
والمرادُ بالثاني تفضيلُهم على القاعدين بلا عذر، لأنهم مقصِّرون ومسيئون، فكان فضلُ الغزاة عليهم درجات، لانتفاء الفضل لهم.
٣٦ - قوله تعالى: (قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كنَّا مُسْتَضْععَفِينَ فِي الأرْضَ..) الآية.
إن قلتَ: هذا الجواب ليس مطابقاً للسؤال، بل المطابقُ له: كنَّا في كذا، أولم نكنْ في شيء؟
قلتُ: المرادُ بالسؤال توبيخُهم بأنهم لم يكونوا على الدِّين، حيثُ قدروا على الهجرة ولم يُهاجروا، فصار قول الملائكة " فيمَ كنتم " مجازاً عن قولهم: لمَ تركتُم الهجرة؟ فقالوا اعتذاراً عمَّا وُبِّخوا به " كُنَّا مستضعفين في الأرض ".
٣٧ - قوله تعالى: (فَقَدْ وَقَعَ أجْرُهُ عَلَى اللَّهِ..) الآية. أي ثبتَ وتحقَق، أو وجب بوعد الله